فصل: (باب الميم والظاء وما يثلثهما)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب الميم والثاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مثع‏)‏

الميم والثاء والعين كلمة واحدة‏.‏ يقولون‏:‏ المَثْعاء‏:‏ مِشْيةٌ قبيحة‏.‏ يقال‏:‏ مَثَعَت الضّبُع تَمثَع‏.‏ قال الرّاجز‏:‏‏

* كالضَّبُعِ المثعاءِ عَنّاها السُّدُمْ *‏

‏(‏مثل‏)‏

الميم والثاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على مناظرَة الشّيءِ للشيء‏.‏ وهذا مِثْل هذا، أي نَظِيرُه، والمِثْل والمِثال في معنىً واحد‏.‏ وربَّما قالوا مَثِيل كشبيه‏.‏ تقول العرب‏:‏ أمثَلَ السُّلطان فلاناً‏:‏ قَتَلَه قَوَداً، والمعنى أنَّه فعل به مِثلَ ما كان فَعَلَه‏.‏ والمَثَل‏:‏ المِثْل أيضاً، كشَبَه وشِبْه‏.‏ والمثَلُ المضروبُ مأخوذٌ من هذا، لأنَّه يُذكَر مورَّىً به عن مِثلِه في المعنى‏.‏ وقولهم‏:‏ مَثَّل به، إذا نَكَّل، هو من هذا أيضاً، لأنَّ المعنى فيه أنَّه إذا نُكِّل بِهِ جُعِل ذلك مِثالاً لكلِّ مَن صَنَعَ ذلك الصَّنيعَأو أرادَ صُنْعَه‏.‏ ويقولون‏:‏ مَثَل بالقَتيل‏:‏ جَدَعه‏.‏ والمَثُلات من هذا أيضاً‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ المَثُلات‏}‏ ‏[‏الرعد 6‏]‏، أي العقوبات التي تَزجُر عن مثل ما وقعت لأجلِه، وواحدها مَثُلَةٌ كسَمُرَة وصَدُقَة‏.‏ ويحتمل أنَّها التي تَنْزِل بالإنسان فتُجعَل مِثالاً يَنْزجِرُ به ويرتدع غيرُه‏.‏ ومَثَلَ* الرّجُلُ قائماً‏:‏ انتصب، والمعنى ذاك، لأنَّه كأنَّه مِثالٌ نُصِب‏.‏ وجمع المِثال أمثِلةٌ‏.‏ والمِثالُ‏:‏ الفِراش والجمع مُثُل، وهو شيء يُماثِلُ ما تحتَهُ أو فوقَه‏.‏ وفلانٌ أمْثَلُ بني فلانٍ‏:‏ أدناهم للخير، أي إنَّه مماثِلٌ لأهل الصَّلاح والخير‏.‏ وهؤلاء أماثل القوم، أي خِيارُهم‏.‏‏

‏(‏باب الميم والجيم وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مجد‏)‏

الميم والجيم والدال أصلٌ صحيح، يدلُّ على بلوغ النِّهاية، ولا يكون إلاّ في محمود‏.‏ منه المَجْد‏:‏ بلوغ النِّهاية في الكَرَم‏.‏ والله الماجد والمجيد، لا كَرَمَ فوق كرَمه‏.‏ وتقول العرب‏:‏ ماجَدَ فلانٌ فلاناً‏:‏ فاخَرَه‏.‏ ويقولون مثلاً‏:‏ ‏"‏في كلِّ شَجرٍ نارٌ، واستَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَار‏"‏، أي استكثَرَا من النار وأخذا منها ما هو حَسبُهما، فهما قد تناهَيَا في ذلك، حتَّى إنَّه يُقْبَس منهما‏.‏ وأمَّا قولهم‏:‏ مَجَدتِ الإبلُ مُجوداً، فقالوا‏:‏ معناه أنَّها نالت قريباً من شِبَعها من الرُّطْبِ وغَيره‏.‏ وقال قَومٌ‏:‏ أَمْجَدْتُ الدَّابَّة‏:‏ علَفْتُها ما كَفَاها‏.‏ وهذا أشْبَه بقياس الباب‏.‏‏

‏(‏مجر‏)‏

الميم والجيم والراء ثلاثُ كلماتٍ لا تنقاس‏.‏‏

فالأولى المَجْر، وهو الدَّهْم الكَثِير‏.‏‏

والثانية المَجْر‏:‏ أن يُبَاعَ الشّيء بما في بَطْنِ الناقة‏.‏ ونهى رسولُ الله صلى الله عليه وآله عن المَجْر‏.‏ وكانت ‏[‏العرب‏]‏ في الجاهلية تفعله‏.‏‏

والثالثة المَجَر بفتح الجيم، وهو ما يكون في بطون الإِبل والشّاء من داءٍ‏.‏ وشاةٌ مُمْجِرٌ ومِمجارٌ، إذا حملت فهُزِلت فلم تستطع القيام إلاَّ بمن يُقِيمها، وقَلَّما تسلمُ منه قال رجلٌ من العرب‏:‏ ‏"‏الضأْنُ مالُ صِدْق إذا أفلتَتْ من المجَر‏"‏‏.‏‏

‏(‏مجس‏)‏

الميم والجيم والسين كلمةٌ ما نَعرِفُ لها قياساً، وأظنُّها فارسيَّة، وهي قولنا هؤلاء المجوس‏.‏ يقال‏:‏ تَمَجَّسَ الرّجلُ، إذا صارَ منهم‏.‏‏

‏(‏مجع‏)‏

الميم والجيم والعين كلمتان متباينتان‏.‏‏

فالأولى المَجْع‏:‏ أكْل التَّمر باللَّبَن، وذلك هو المَجِيع‏.‏ والمَجَّاعة‏:‏ المُكْثِر منه‏.‏ ومَجَاعة التَّمر واللَّبن‏:‏ بقِيَّتُه‏.‏ وشَرِبَ المجَاعَة‏.‏ والأخرى تدلُّ على رداءةِ الشَّيء وقلة خيره‏.‏ يقال لكلِّ شيءٍ رديء مِجْع‏.‏ وربما قالوا للماجن مَجِعٌ‏.‏ وامرأةٌ مَجِعَةٌ‏:‏ تَكَلّمُ بالفُحْش‏.‏ وفي نِساءِ بني فلانٍ مَجَاعةٌ، وهي أن يصرِّحْن بما يُكنَى عنه من الرَّفَث‏.‏‏

‏(‏مجل‏)‏

الميم والجيم واللام كلمةٌ واحدة، وهي مَجِلَتْ يدُه تَمْجَلُ ومَجَلَتْ تَمجُلُ‏:‏ تنفّطت‏.‏ ويقولون‏:‏ جاءَت الإبلُ كأنَّها المَجْل، أي ممتلئة كامتلاء المَجْل، وتَمَجَّلَ قَيْحاً‏:‏ امتلأ‏.‏‏

وغَلط ابنُ دريدٍ في هذا البناء في موضعين‏:‏ ذكر أنَّ المَاجِلَ‏:‏ مستنقَعُ الماء، وهذا من باب ‏(‏أجل‏)‏، وذكر أنّ المجلة‏:‏ الصَّحيفة، هو من ‏(‏جَلّ‏)‏‏.‏‏

‏(‏مجن‏)‏

الميم والجيم والنون كلمةٌ واحدة، هي مجن، يقال‏:‏ إنّ المُجونَ‏:‏ ألاَّ يُبَالِيَ الإنسانُ ما صَنَع‏.‏ قالوا‏:‏ وقياسه مِنَ النَّاقة المُماجِن، وهي التي يَنْزُو عليها غيرُ واحدٍ من الفُحُولة، فلا تكاد تلقح‏.‏ والمَجَّان، هو عَطِيّة الرّجل شيئاً بلا ثمن‏.‏‏

‏(‏باب الميم والحاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏محز‏)‏

الميم والحاء والزاء ليس بشيء، على أنهم يقولون‏:‏ المَحْز‏:‏ النِّكاح، ومَحَزَها مَحْزاً‏.‏

‏(‏محش‏)‏

الميم والحاء والشين أصلٌ صحيح يدلُّ على إحراق النار شيئاً حتى ينسحِجَ جِلدُه‏.‏ يقال‏:‏ مَحَشَت النارُ الشيءَ تَمْحَشُه‏.‏ وامتَحَشَ الخبزُ‏:‏ احتَرق‏.‏ وروى ابنُ السِّكِّيت‏:‏ أمْحَشَهُ الحَرُّ‏.‏ ويقال‏:‏ امتحَشَ، إذا غَضِب؛ ومعناه أنَّ الغضبَ لحرارته بَلَغَ ذلك المبلغ، كأنّه أحرَق‏.‏ ويقال للسّنَة الجدْب‏:‏ قد أمْحَشَت كلَّ شيء‏.‏ فأمّا قولُ النابغة‏:‏

جَمِّع مِحَاشَكَ يا يزيدُ، فإنَّني *** أعددت يربوعاً لكم وتميما

فقالوا‏:‏ معناه جَمِّعْ هذه القبائل، وكانوا قبائلَ تحالَفُوا بالنّار‏.‏

ومما قِيس على هذا مَحَشَ وجهَه بالسّيف مَحشَةً‏:‏ ضربَه فقَشَرَ الجلد‏.‏ ومرَّتْ غِرَارةٌ فمَحَشَتْني، أي سَحَجَتْنِي‏.‏

‏(‏محص‏)‏

الميم والحاء والصَّاد أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على تخليصِ شيء* وتنقيته‏.‏ ومَحَصه مَحْصاً‏:‏ خلَّصه من كل عيبٍ‏.‏ ‏[‏و‏]‏ مَحَصَ الله العبدَ من الذَّنْب‏:‏ طهَّرَه منه ونقّاه، ومَحَّصَهُ‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا‏}‏ ‏[‏آل عمران 141‏]‏‏.‏ ومَحّصْتُ الذّهب بالنّار‏:‏ خلّصته من الشَّوب‏.‏ وقولهم‏:‏ فرسٌ مُمَحَّص يقولون‏:‏ إنّه الشديد الخَلْق وقياسُه عندنا أنّه البرِيء من العيوب، وكذلك المَحِص من الحِبال والأوتار‏:‏ ما مُحِص حتى ذهب زئِبرهُ ولانَ‏.‏ قال الهُذَلي‏:‏

لها مَحِصٌ غيرُ جافِي القُوَى *** إذا مُطْيَ حنّ بِوَرْكٍٍ حُدَالِ

‏(‏محض‏)‏

الميم والحاء والضاد كلمةٌ تدلُّ على خُلوص الشّيء‏.‏ منه اللبن المَحْض‏:‏ الخالص؛ وعربيٌّ محض‏.‏ والمَحْض يشتقُّ منه مَحَضْتُهُمْ‏:‏ سقيتُهم ذلك‏.‏ وامتَحَضْتُ أنا‏:‏ شرِبت المَحْض‏.‏ وأمحضْتُك الحديثَ‏:‏ صَدَقْتُكَه‏.‏ وكذا النصيحة ‏[‏و‏]‏ الوُدّ‏.‏ قال‏:‏

قُلْ لِلْغَواني أما فيكُنَّ فاتكةٌ *** تَعلُو اللّئيم بضربٍ فيه إمحاضُ

‏(‏محق‏)‏

الميم والحاء والقاف كلماتٌ تدلُّ على نُقصان‏.‏ ومَحَقه‏:‏ نَقصه‏.‏ وكلُّ شيء نَقَصَ وُصِف بهذا‏.‏ والمحَاق‏:‏ آخِر الشَّهر إذا تمحَّق الهِلال‏.‏ ومَحَقه الله‏:‏ ذهَب ببَركتِه‏.‏ وقال قوم‏:‏ أمْحَقَه؛ وهو رديء‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ الإمحاق أن يَهلِك كمحاقِ الهلال‏.‏ وقولهم‏:‏ ماحِقُ الصَّيف‏:‏ شِدَّة حَرِّه، أي إنّه بشدَّة الحرِّ يمحَق النبات، أي يُوبِسُه، ويذهبُ به، وقال ابن دريد، في قول القائل‏:‏

يقلّب صعدةً جرداء فيها *** نَقيع السّمّ أو قَرْنٌ محيقُ

إنه ليس من المحق، إنما هو مفعول من حُقْت أَحُوق وحِقت أَحيق، أي دَلكت وملَّست‏.‏

‏(‏محك‏)‏

الميم والحاء والكاف كلمةٌ واحدة‏.‏ المَحْكُ‏:‏ التَّمادي واللَّجاج‏.‏ وتماحَكَ الخصمانِ‏:‏ تلاجَّا‏.‏ وهو مَحِكٌ‏.‏

‏(‏محل‏)‏

الميم والحاء واللام أصلٌ صحيح له معنيانِ‏:‏ أحدهما قِلّة الخير، والآخَر الوِشاية والسِّعاية‏.‏

فالمَحْل‏:‏ انقطاع المطر ويُبْس الأرضِ من الكلأ‏.‏ يقال‏:‏ أرضٌ مُحُول، على فُعُول بالجمع‏.‏ قال الخليل‏:‏ يحمل ذلك على المواضع‏.‏ وأمْحَلَت فهي مُمْحِل‏.‏ وأمْحَل القوم‏.‏ وزمانٌ ماحِل‏.‏

والمعنى الآخَرَ مَحَل به، إذا سعَى به‏.‏ وفي الدعاء‏:‏ ‏"‏لا تجعل القرآنَ بنا ماحلا‏"‏، أي لا تجعله يَشهد عندك علينا بتركنا اتِّباعَه، أي اجعَلْنا ممّن يتبع القرآن ويعَمَل به‏.‏

وما يُبايِن هذين المعنيين‏:‏ لبنٌ مُمَحَّل، محَّله القوم، أي حَقَنوه‏.‏

‏(‏محن‏)‏

الميم والحاء والنون كلماتٌ ثلاثُ على غير قياس‏.‏

الأولى المَحْن‏:‏ الاختبار‏.‏ ومَحَنَه وامتحنه‏.‏

والثانية‏:‏ أتيتُه فما مَحَنني شيئاً، أي ما أعطانيه‏.‏

والثالثة مَحَنه سَوطاً‏:‏ ضربَه‏.‏

‏(‏محو‏)‏

الميم والحاء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على الذَّهاب بالشيء‏.‏ ومَحَتِ الرِّيحُ السحابَ‏:‏ ذهبَتْ به‏.‏ وتسمَّى الشّمالُ مَحْوَة، لأنّها تَمحو السَّحاب‏.‏ ومَحَوْت الكتابَ أَمْحُوه مَحْواً‏.‏ وامَّحَى الشّيءُ‏:‏ ذهب أثرُه، كذلك امْتَحَى‏.‏

‏(‏محت‏)‏

الميم والحاء والتاء ليس بأصل، إنّما هو مقلوب‏.‏ يقولون‏:‏ المَحْت‏:‏ الشَّديد من كلِّ شيء‏.‏ ويومٌ مَحْتٌ‏:‏ شديدُ الحر‏.‏ والأصل الحَمْتُ‏.‏

‏(‏محج‏)‏

الميم والحاء والجيم‏.‏ يقولون‏:‏ مَحَجت الأرضَ الرِّيحُ‏:‏ مسحت التُّرابَ عنها‏.‏ ومَحَجْتُ اللَّحمَ‏:‏ قشَرته‏.‏ قال الخليل‏:‏ والمَحْج‏:‏ مسحُ شيءٍ عن شيء‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ ومَحَجت الأديمَ والحبْلَ، إذا دلكته لِيَلين‏.‏ قال‏:‏ وماحَجْتُه مُماحجةً ومِحاجاً، إذا ماطَلته‏.‏ وإن صحَّ الباب فأصله المَسْح‏.‏

‏(‏باب الميم والخاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مخر‏)‏

الميم والخاء والراء أصلٌ يدل على شَقٍّ وفَتْح‏.‏ يقال مَخَرت السّفينةُ الماءَ مخراً‏:‏ شَقَّته‏.‏ قال الراجز في نساءٍ يختصمن ويستعنَّ بأيديهنّ، كما يفعل السَّابح‏:‏‏

* مقدِّمات أيدِيَ المَوَاخِرِ *‏

ويقال‏:‏ مَخَرْتُ الأرضَ، إذا أرسلْتَ فيها الماء‏.‏ ويقال استمخَرْتُ الرِّيحَ، إذا استقبلتَها بأنفِك‏.‏ وقياسُه صحيح، كأنَّك تشقُّ الرِّيح بأنفك‏.‏ وقولهم‏:‏ امتخَرْتُ القومَ، إذا انتقيْتَ خِيارَهم، كأنَّه شقَّ النّاس إليه حتَّى انتخَبَه‏.‏ قال‏:‏‏

* من نُخْبةِ النّاسِ التي كان* امتخَرْ *‏

ومما شذَّ عن هذا الباب اليَمخُور‏:‏ الرّجل الطَّويل‏.‏ فأمّا بناتُ مخْرٍ فهي سحابٌ تنشأ في الصَّيف، وليس من الباب، لأنَّه من الإبدال والأصل الباء ‏"‏بَخْرٌ‏"‏، وقد مرَّ‏.‏‏

‏(‏مخض‏)‏

الميم والخاء والضاد أصلٌ صحيح يدلُّ على اضطرابِ شيء في وعائِه مائعٍ، ثم يستعار‏.‏ ومَخَضت اللَّبَن أمخضه مَخْضاً‏.‏ والمَخْض‏:‏ هدر البَعير، وهو على التَّشبيه، كأنَّه يمخض في شِقْشِقته شيئاً‏.‏ والماخِض‏:‏ الحامل إذا ضرَبَها الطَّلْق‏.‏ وهذا أيضاً على معنى التَّشبيه، كأنَّ الذي في جوفها شيءٌ مائع يتمخَّض‏.‏ والمَخَاض‏:‏ النُّوق الحواملُ، واحدتها خَلِفة‏.‏ ويقال لولد النَّاقة إذا أُرسِل الفحلُ في الإبل التي فيها أمُّه‏:‏ ابنُ مَخَاضٍ، لَقِحت أُمُّه أمْ لا‏.‏‏

‏(‏مخط‏)‏

الميم والخاء والطاء أصيلٌ، يدلُّ على بُروزِ شيءٍ من كِنِّه، صحيحٌ‏.‏ وامتَخَط السَّيفَ‏:‏ انتضاه‏.‏ وأمْخَطَ السَّهمَ‏:‏ أنفَذَه إمخاطاً‏.‏ وربَّما قالوا‏:‏ امتخَطَ ما في يده‏:‏ اختَلَسه‏.‏‏

‏(‏مخن‏)‏

الميم والخاء والنون يقولون‏:‏ المَخْن‏:‏ الرَّجُل الطَّويل‏.‏‏

‏(‏مخي‏)‏

الميم والخاء والحرف المعتلّ‏.‏ يقولون‏:‏ تمخَّى من الشَّيء وامَّخى منه‏:‏ تبرَّأ منه وتحرَّج‏.‏ قال‏:‏‏

ولم تُراقِبْ مأثَماً فتَمَّخِهْ *** من ظُلْمِ شيخٍ آضَ من تَشَيُّخِهْ‏

‏(‏مخج‏)‏

الميم والخاء والجيم كلمةٌ واحدة‏.‏ يقولون‏:‏ مَخَج البئرَ، إذا خَضْخَضَها‏.‏ قال‏:‏‏

* يَزيدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما *‏

ويَكنون به عن البِضاع، فيقال‏:‏ مَخَجَها‏.‏ والله أعلم بالصَّواب‏.‏‏

‏(‏باب الميم والدال وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مدر‏)‏

الميم والدال والراء أصل صحيح يدلُّ على طينٍ متحبِّب، ثم يشبَّه ‏[‏به‏]‏‏.‏ فالمَدَر معروف، والواحدة مَدَرَةٌ، وربَّما قالوا‏:‏ سمِّيت البلدة مَدَرة‏.‏ قال‏:‏

* لَيْلاً وما نَادَى أذِين المَدَرَه *

والمَدْر‏:‏ تطيينُك وجهَ الحَوض بالطِّين، وهو المَدَر المبلول بَلاًّ بالماء‏.‏ ومكان ذلك الطِّين مَمْدَرةٌ‏.‏ والأمْدَر من الضِّباع، لونُه لونُ المَدَرِ‏.‏ ويقال‏:‏ رجلٌ أمدَرُ‏:‏ عظيم الجَنْبَين، وأظنُّه من تَراكُم اللَّحم عليه، كأنَّه مَدَرٌ‏.‏

‏(‏مدس‏)‏

الميم والدال والسين‏.‏ ذكر ابن دريد‏:‏ المَدْس‏:‏ الدَّلْك والفَرْك‏.‏ ومَدَسْتُ الأديمَ مَدْساً‏.‏

‏(‏مدش‏)‏

الميم والدال والشين‏.‏ يقولون مَدْشاء‏:‏ لا لحمَ على يدَيْها‏.‏ وقال أبو بكرٍ‏:‏ مَدِشَتْ عينُه‏:‏ أظلَمَتْ، والرجُل مَدِشٌ‏.‏

‏(‏مدق‏)‏

الميم والدال والقاف كلمةٌ واحدة حكاها أبو بكر‏:‏ مَدَقْتُ الصَّخرَ وغيره‏:‏ كسرته‏.‏

‏(‏مدل‏)‏

الميم والدال والميم من كلمات أبي بكر أيضاً‏:‏ المِدْل‏:‏ اللَّبَن الخاثر‏.‏

‏(‏مدن‏)‏

الميم والدال والنون ليس فيه إلاّ مدينة، إن كانت على فعيلة، ويجمعونها مُدُناً‏.‏ ومدَّنْتُ مَدينةً‏.‏

‏(‏مده‏)‏

الميم والدال والهاء ليس بأصلٍ، لأنّ هاءه عن حاء، التَّمَدُّح والتَّمَدُّه‏.‏ ومَدَهته‏.‏ قال‏:‏

* لِلهِ دَرُّ الغَانياتِ المُدَّهِ *

قال الخليل‏:‏ المَدْه يضارع المدح، إلاّ أنّ المَدْه في نَعت الجَمَال والهيئة، والمدح عامٌّ في كلِّ شيء‏.‏

‏(‏مدي‏)‏

الميم والدال والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على امتدادٍ في شيء وإمداد‏.‏ منه المَدَى‏:‏ الغاية‏.‏ والمَدِيُّ فيما يقال‏:‏ الماء المجتمع، والحوضُ الذي يُمِدُّ ماؤه بعضُه بعضاً، والجمع أمدِيَة‏.‏ قال‏:‏

* إذا أُمِيلَ في المَدِيِّ فاضا *

والمُدْي‏:‏ مِكيال‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الباب المدْية‏:‏ الشَّفرة، وجمعها مُدَىً‏.‏ ويحتمل أنَّها من الباب أيضاً، فإنه إذا ذُبِحت الذَّبيحة بها كان ذلك مَداهَا‏.‏ وإلى هذا أشار أبو علي‏.‏

‏(‏مدح‏)‏

الميم والدال والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على وصفِ محاسنَ بكلامٍ جميل‏.‏ ومَدَحَه يَمْدَحه مَدْحاً‏:‏ أحسَنَ عليه الثَّناء‏.‏ والأُمْدُوحة‏:‏ المَدْح‏.‏ ويقال المََْقَبة أمْدُوحةٌ أيضاً‏.‏ قال‏:‏

لو كان مِدحةُ حيٍّ مُنْشِراً أحداً *** أحْيَا أباكُنَّ يا ليلى* الأماديحُ

‏(‏مدخ‏)‏

الميم والدال والخاء‏.‏ يقولون‏:‏ المَدْخ‏:‏ العظمة‏.‏ والتَّمادُخ‏:‏ البَغي‏.‏ قال‏:‏

تمادَخُ بالحِمَى جَهْلاً علينا *** فَهَلاَّ بالقَنَانِ تَمادِخِينا

وحكى ابنُ دريد‏:‏ تمدَّخَت النَّاقة‏:‏ تلوَّتْ في سَيرِها‏.‏ وتمدَّخَت‏:‏ امتلأَتْ شَحماً‏.‏

‏(‏باب الميم والذال وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مذر‏)‏

الميم والذال والراء يدلُّ على فسادٍ في شيء‏.‏ ومَذِرت البيضة‏:‏ فسدَت‏.‏ وأمْذَرَتْها الدَّجاجة‏.‏ والتمذُّر‏:‏ خُبْث النَّفس‏.‏ ومَذِرَتْ لـه نفسي‏.‏ ومَذِرت مَعِدتُه‏:‏ فَسَدت‏.‏ والأمْذَر‏:‏ الكثير الاختلاف إلى الخَلاء، وهو ذلك المعنى‏.‏‏

ويجوز أن يقال‏:‏ إنّ من الباب قولهم تفرَّقُوا شَذَرَ مَذَرَ‏.‏‏

‏(‏مذع‏)‏

الميم والذال والعين‏.‏ يقولون فيه المذَّاع‏:‏ الكذَّاب، والذي لا يكتُم السِّرَّ أيضاً‏.‏ ومَذَع ببَوْلِه‏:‏ رمى ببوله‏.‏‏

‏(‏مذق‏)‏

الميم والذال والقاف أصلٌ يدلُّ على خلطِ شيءٍ لا علَى جهة النَّصاحة‏.‏‏

من ذلك مَذَق اللّبَنَ بالماء، وإنَّما يراد بذلك تكثيره‏.‏ واشتُقَّ منه المذَّاق‏:‏ الذي يَمذق الوُدّ بملَلٍ يكون فيه‏.‏ والمَذْق‏:‏ اللَّبَن الممزوج أيضاً، وكذا المَذِيق‏.‏‏

‏(‏مذل‏)‏

الميم والذال واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على استرخاءٍ وقلّةِ تشدُّدٍ في الشَّيء‏.‏ منه الامذِلال‏:‏ الفَتْرة في النَّفس‏.‏ قال ذُو الرُّمَّة‏:‏‏

‏[‏وذِكرُ البَينِ يَصدعُ في فؤادي *** ويُعقِبُ في مفاصِلِيَ‏]‏ امذِلالا‏

والمَذِيلُ‏:‏ المريضُ الذي لا يتَقَارُّ‏.‏ وقد يكون من هذا القياسِ المَذِلُ لما عِندَه من مالٍ وسِرٍّ، إذا لم يَقدِرْ على ضبطِ نَفْسِه‏.‏ ومَذِل من كلامه‏:‏ قَلِق‏.‏‏

‏(‏مذي‏)‏

الميم والذال والحرف المعتلّ يدلُّ على سهولةٍ في جريانِ شيءٍ مائع‏.‏ منه المَذْي، وهو أرَقُّ ما يكون من النُّطفة، والفِعل منه مَذَيْتُ وَأمْذَيْتُ، ‏[‏و‏]‏ فيه الوضوء‏.‏‏

ومن هذا القياس المِذَاء‏:‏ أن يجمع الرّجلُ بين نساءٍ ورجال يُخَلِّيهم يُماذي بعضُهم بعضاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏الغَيْرَة من الإيمان، والمِذَاء من النِّفاق‏"‏‏.‏ ويقولون‏:‏ إنَّ ماذِيَّ العسل أبيَضُهُ‏.‏ وقياس الباب أنَّ الماذِيَّ السَّهلُ الجِرية اللَّيِّن‏.‏ وكذا الدُّروعُ الماذِيَّة‏:‏ السَّلِسَة‏.‏ والخَمْر ماذِيَّة، إذا سُهلت في حَلْقِ شارِبِها‏.‏‏

‏(‏مذح‏)‏

الميم والذال والحاء‏.‏ يقولون‏:‏ المَذَح‏:‏ أن يمشِيَ الرّجلُ فتسحج إحدى ‏[‏رجليه‏]‏ الأخرى‏.‏‏

‏(‏باب الميم والراء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مرز‏)‏

الميم والراء والزاء أصلٌ يدلُّ على تقطيع شيءٍ وخَدْشه‏.‏ ومرَزَتِ المرأةُ العجينَ‏:‏ قطّعته، وكلُّ قطعةٍ مَرْزَةٌ‏.‏ ويقولون في القياس على هذا‏:‏ امتَرزَ عِرْضَه، إذا نال منه‏.‏ ومَرز جِلدَه‏:‏ خَدَشَه‏.‏

‏(‏مرس‏)‏

الميم والراء والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على مُضامَّةِ شيءٍ لشيءٍ بشِدّةٍ وقُوّة‏.‏

منه المَرَس‏:‏ الحَبْل، سمِّيَ لتمرُّسِ قُواهُ بعضِها ببعض، والجمع أمراس ومَرِسَ الحبلُ يَمرَسُ مَرَساً‏:‏ وقع بين الخُطَّاف والبَكْرة، فأنت تُعالِجُه أن تُخرِجَه‏.‏ ورجلٌ مَرِسٌ‏:‏ ذو جَلَد‏.‏ وفحل مَرَّاسٌ‏:‏ ذو مِرَاسٍ شَديد‏.‏ يقال‏:‏ امتَرَستِ الألسُنُ في الخصومات‏:‏ أخَذَ بعضها بعضاً‏.‏ ومنه الامتراس‏:‏ اللُّزوق بالشَّيءِ وملازمتُه‏.‏ قال‏:‏

فنَكِرْنَه فنَفَرن وامتَرَستْ به *** هَوْجاءُ هادِيةٌ وهادٍ جُرْشُعُ

ومنه تمرَّسَ فلانٌ بالشَّيء‏:‏ احتَكَّ به‏.‏ والمَرْمريس‏:‏ الدَّاهية‏.‏

‏(‏مرش‏)‏

الميم والراء والشين‏.‏ يقولون‏:‏ المَرْش‏:‏ خَرْق الجِلد بأطراف الأظافير‏.‏ والمَرْش أيضاً‏:‏ الخَدْش الخفيف‏.‏ والمَرْشُ‏:‏ الأرض تَسيلُ من أدنَى مطر‏.‏

‏(‏مرص‏)‏

الميم والراء والصاد‏.‏ يقولون‏:‏ المَرْص مثل المَرْش‏.‏ وتمرَّصَ عن السُّلْتِ قِشرُه‏:‏ طار‏.‏ وهذا عندنا كلام‏.‏

‏(‏مرض‏)‏

الميم* والراء والضاد أصلٌ صحيح يدلُّ على ما يخرج به الإنسان عن حدِّ الصّحَّة في أيِّ شيءٍ كان‏.‏ منه العِلَّة‏.‏ مَرِض و… يَمْرَض‏.‏ وجمع المريضِ مَرْضَى‏.‏ وأمْرَضَه‏:‏ أعلَّة‏.‏ ومرَّضَه‏:‏ أحسَنَ القيامَ عليه في مرَضِهِ‏.‏ وشمسٌ مريضة، إذا لم تكن مُشرِقة، ويكون ذلك لهَبْوَةٍ في وجهها‏.‏ والنِّفاق مرضٌ في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏في قلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏}‏ ‏[‏البقرة 10‏]‏ وقال‏:‏ ‏{‏فَيَطْمَعَ الَّذِي في قَلْبِهِ مَرَضٌ‏}‏ ‏[‏الأحزاب 32‏]‏، قالوا‏:‏ أراد القهْر‏.‏ وقد قلنا‏:‏ المرضُ‏:‏ كلُّ شيءٍ خرَجَ به الإنسان عن حدِّ الصحَّة‏.‏ وقياسُه مطَّرد‏.‏

وقالوا‏:‏ مَرَّضَ في الحاجة‏:‏ قَصَّرَ ولم يصِحَّ عزْمُه فيها‏.‏

وقد شذَّتْ عن هذا القياسِ كلمةٌ، وهي من المشكل عندنا، يقولون‏:‏ أمرضَ إذا قارَبَ إصابةَ حاجَتِه‏.‏ قال‏:‏

ولكنْ تحت ذاكَ الشَّيبِ حزمٌ *** إذا ما ظَنَّ أمْرَضَ أو أصابا

‏(‏مرط‏)‏

الميم والراء والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تحاتِّ الشيءِ أو حَتِّه‏.‏ وتمرَّط الشَّعر‏:‏ تحاتَّ، ومَرَطتُهُ‏.‏ والأمرط من السِّهام‏:‏ الساقط قُذَذُه‏.‏ والأمْرَط‏:‏ الفرس لا شَعرَ على أشاعِرِه‏.‏ والمُرَيْطاء‏:‏ ما بين الصَّدر إلى العانة من البَطْن، وهي أقَلُّ من ذلك شَعراً‏.‏ والمَرَطَى‏:‏ سُرعة العَدْو، كأنَّه من سُرعتِه يتمرَّط عنه شَعرُه‏.‏ وناقة مِمْرَطةٌ‏:‏ سريعة‏.‏

‏(‏مرع‏)‏

الميم والراء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على خِصْب وخَير‏.‏ ومرَعَ المكانُ‏.‏ وأمْرَعَ القومُ‏:‏ أصابوهُ مَرِيعاً‏.‏ وأمْرَعَ الوادِي‏:‏ أكلأَ‏.‏

‏(‏مرغ‏)‏

الميم والراء والغين أصلٌ صحيح يدلُّ على سَيَلانِ شيءٍ أو إسالة شيء‏.‏ والمَرْغ‏:‏ اللُّعاب‏.‏ وأمْرَغ الإنسانُ‏:‏ سال لعابُه‏.‏ ومَرَّغتُ الشَّيءَ‏:‏ أشبعتُه دُهْناً‏.‏ والإمراغ في العَجين‏:‏ أن يكثَّرَ ماؤُه‏.‏ ويقولون‏:‏ أمرَغَ‏:‏ أكثَرَ الكلامَ في غيرِ صواب، كأنَّه يُسِيلهُ إسالة‏.‏ ويقال أمْرَغَ عِرْضَه ومَرَّغه، كأنه لَطَخه وأسال عليه قيحاً‏.‏

وقريبٌ من هذا القياس مرَّغتُه في التُّراب فتمرّغ، أي قلَّبته فتقلَّبَ‏.‏

‏(‏مرق‏)‏

الميم والراء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على خروجِ شيءٍ من شيء‏.‏ منه المَرَق لأنَّه شيءٌ يَمرُق من اللَّحم‏.‏ وأمْرَقْتُ القِدرَ ومَرَقْتُها‏.‏ والمُروق‏:‏ الخروج من الشيء‏.‏ ومرق السهمُ من الرَّمِيَّة‏:‏ نفذ‏.‏ ومرقت الإهابَ، إذا حلقْتَ عنه صُوفَه، وهو قياسٌ صحيح لأنَّك كأنَّك أبرزتَ الجلدَ عن شعره‏.‏ وإذا عُطِنَ الإهابُ حَتَّى يُنتِنَ فهو مَرْقٌ‏.‏ ويقال إن المُرَاقَةَ‏:‏ الكَلأُ اليسير، ومعناه أنَّ الأرضَ كأنَّها تجرَّدت ومَرِقَت‏.‏

‏(‏مرن‏)‏

الميم والراء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على لِينِ شيءٍ وسُهولة‏.‏ ومَرَنَ الشيء يَمْرُنُ مُرُوناً‏:‏ لانَ‏.‏ والمارنُ‏:‏ ما لانَ من الأنفِ وفَضَل عن القَصَبة‏.‏ وأمْرَانُ الذراع‏:‏ عَصَبٌ تكون فيها، سُمِّيَت لمُرُونها، أي لينِها‏.‏ والمَرِن‏:‏ الحال والعادة‏.‏ يقال‏:‏ ما زال ذاك مَرِنَه، أي حالَه‏.‏ وهو في شعر الكميت، وهو الأمرُ يَمرُنُ عليه الإنسان، إذا اعتاده‏.‏ والمَرْن‏.‏ فيما يقال‏:‏ الفِراء؛ إن كان صحيحاً، وهي ليِّنة‏.‏ قال النَّمر‏:‏

* كأنَّ جُلُودَهُنَّ ثِيابُ مَرْنِ *

ومما شذَّ عن هذا الأصل مارَنَت النّاقةُ‏:‏ انقطَعَ لبنُها‏.‏ والمرَانَةُ‏:‏ ناقةُ ابنِ مُقْبِل‏.‏ قال‏:‏

يا دارَ سلمَى خلاءً لا أُكَلِّفُها *** إلاَّ المَرَانَةَ حتى تعرِفَ الدِّينا

‏(‏مره‏)‏

الميم والراء والهاء كلمةٌ تدلُّ على بياضٍ في شيء‏.‏ سَرَابٌ أو شَرَابٌ أمْرَه، أي أبيض‏.‏ والمرأة لا تتعهَّد الكُحلَ مَرْهاء‏.‏

‏(‏مري‏)‏

الميم والراء والحرف المعتل أصلانِ صحيحان يدلُّ ‏[‏أحدُهما‏]‏ على مسحِ شيءٍ واستِدرار، والآخر على صلابةٍ في شيء‏.‏

فالأوَّل المَرْيُ‏:‏ مَرْيُ الناقة، وذلك إذا مُسِحَتْ للحَلْب، يقال مَرَيْتُها أمْرِيها مَرْياً‏.‏ ومما يشبَّه بهذا‏:‏ مَرَى الفرسُ بيدِهِ، إذا حرَّكها على الأرض كالعابث، وكأنَّه يشبَّه بمنْ يَمرِي الضَّرْعَ بيدِه‏.‏ والمَرَايا‏:‏ العُروق التي تمتلئ وتَدِرُّ باللبن‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ مُرْيَةُ النّاقة‏:‏ أن تُستدرَّ بالمَرْيِ، بضمّ الميم هي الفصيحة، وقد يقال بالكسر‏.‏

والأصل الآخر* المَرْو‏:‏ جمع مَرْوَة، وهي حجارةٌ تبرُق‏.‏ قال‏:‏

حتَّى كأنِّي للحوادِثِ مَروةٌ *** بصَفَا المشَرَّقِ كلَّ حينٍ تقرَعُ

وعندنا أنَّ المِراءَ ممّا يتمارَى فيه الرّجُلانِ من هذا، لأنَّه كلامٌ فيه بعضُ الشدّة‏.‏ ويقال‏:‏ مارَاهُ مِراءً ومُماراةً‏.‏

ومما شذَّ منهما المِرْية‏:‏ الشَّكّ‏.‏

‏(‏مرأ‏)‏

الميم والراء والهمزة‏.‏ وإذا هُمِز خرَج عن القياس وصارت فيه كلماتٌ لا تنقاس‏.‏ يقال امْرُؤٌ وامرآنِ، وقوم امرئٍ‏.‏ وامرأةٌ تأنيث امرئٍ‏.‏ والمُرُوَّة‏:‏ كمال الرُّجُوليّة، وهي مهموزة مشدَّدة، ولا يُبنَى منه فِعل‏.‏ والمَرَاءة‏:‏ مصدرُ الشيء المَريء الذي يُستَمرَأ، ويقال مَرَأني الطَّعامُ وامرأني‏.‏ والمَرِيء‏:‏ رأس المَعِدة والكَرِش اللازقُ بالحُلْقوم‏.‏

‏(‏مرت‏)‏

الميم والراء والتاء كلمةٌ واحدة، هي المَرْتُ‏:‏ الفلاةُ القَفْر‏.‏ ومكانٌ مَرْتٌ‏:‏ بيِّنُ المُروتةِ، إذا لم يكن فيه خَير‏.‏ وجَمعُ مَرتٍ أمراتٌ ومُرُوت‏.‏ وبلَغَنا أنَّ اشتِقاق مَارُوتَ منه‏.‏ ويقال المَرْت‏:‏ أرضٌ لا يجفُّ ثَرَاها ولا ينبتُ مَرعاها‏.‏

‏(‏مرث‏)‏

الميم والراء والثاء كلمةٌ ليست بأصل، بل هي من الإبدال‏.‏ ومَرَثَ الدواءَ يَمْرُِثه مثل مَرَسه يَمرُسُه‏.‏ ومنه رجل مِمْرَث‏:‏ صبورٌ على الخُصومات؛ والجمع مَمَارِث، والأصل السين وقد ذُكِرَتَا‏.‏

‏(‏مرج‏)‏

الميم والراء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على مجيءٍ وذَهابٍ واضطراب‏.‏

ومَرِج الخاتَم في الإصبع‏:‏ قَلِقَ‏.‏ وقياس البابِ كلِّه منه‏.‏ ومَرِجَت أماناتُ القوم وعُهودُهم‏:‏ اضطربت واختلطت‏.‏ والمَرْج‏:‏ أصلُه أرضٌ ذاتُ نباتٍ تَمْرُجُ فيها الدّوابُّ‏.‏ ‏[‏و‏]‏ قولُه تعالى‏:‏ ‏{‏مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ‏}‏ ‏[‏الرحمن 19‏]‏، كأنَّه جلّ ثناؤه أرسَلَهما فَمرِجا‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ‏}‏ ‏[‏الفرقان 53‏]‏‏.‏

‏(‏مرح‏)‏

الميم والراء والحاء أصلٌ يدلُّ على مَسَرَّةٍ لا يكاد يستقرُّ معها طرباً‏.‏ ومَرِحَ يَمْرَحُ‏.‏ وفرسٌ مِمْرَاحٌ ومَرُوح‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ‏}‏ ‏[‏غافر 75‏]‏، ومنه المِراح، وقد ذكرناه‏.‏ قال‏:‏

يقولُ العاذِلاتُ علاكَ شيبٌ *** أهذا الشَّيب يمنعني مِرَاحِي

وقوسٌ مَرُوحٌ‏:‏ يمرَح مَن رآها عجباً بها، ويقال بل التي كأنَّ بها مَرَحاً من حسن إرسالها السَّهم‏.‏ ويقولون‏:‏ عينٌ مِمْرَاحٌ‏:‏ غزيرةُ الدَّمع‏.‏ وهذا بعضُ قياس الباب، لأنَّهم ذهبوا فيه إلى ما قلناه من قِلّةِ الاستقرار‏.‏ وكذلك مرَّحْتُ المَزَادةَ‏:‏ ملأتُها لتتسرَّبَ وتسيل‏.‏ ومَرِحَت العَينُ مَرَحاناً‏.‏ قال‏:‏

كأنَّ قَذَىً في العَين قد مَرِحَتْ بهِ *** وما حاجةُ الأُخرى إلى المَرَحَانِ

ومَرْحَى‏:‏ كلمةُ تعجُّبٍ وإعجاب‏.‏ يقال للرَّامي إذا أصابَ‏:‏ مَرْحَى له‏.‏ وقال ابنُ دريد‏:‏ وإذا أخطأ قالوا بَرْحَى‏.‏ قال‏:‏

* مَرْحَى وأَيْحَى إذا ما يُوالِي *

‏(‏مرخ‏)‏

الميم والراء والخاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ على تليينٍ في شيء‏.‏ ومَرَخْتُ الجِلْدَ بالدُّهْن وأمرَخْتُه‏.‏ وأمْرَخْتُ العجينَ‏:‏ أكثرتُ ماءَه حتى يسترخيَ‏.‏ والمَرْخ‏:‏ شجرٌ سريع الوَري‏.‏ قال‏:‏

أمَرْخٌ خيامُهُمْ أم عُشَرْ *** أم القلبُ في إثرهم مُنْحدِرْ

ومما شذَّ عن هذا الباب المِرِّيخ‏:‏ سهمٌ طويل يُقتَدَرُ به الغِلاء، له أربع قُذَذ؛ وهو نجمٌ أيضاً‏.‏

‏(‏مرد‏)‏

الميم والراء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على تَجريدِ الشَّيء من قِشْرِه أو ما يعلوه من شَعَرِه‏.‏ والأمرد‏:‏ الشّابُّ لم تَبدُ لِحيتُه‏.‏ ومَرِدَ يَمْرَدُ‏.‏ ومرَّدَ الغُصن تمريداً‏:‏ ألقى عنه لِحاءه فتركّهُ أمْرَد، ومنه شجرةٌ مَرْداء‏.‏ والمَرْداء‏:‏ رملةٌ منبطِحةٌ لا نَبْتَ فيها، والجمع مَرادَى‏.‏ والمارد‏:‏ العاتي، وكذا المَرِيد، كأنَّه تجرّد من الخير‏.‏ والأمْرد من الخيل‏:‏ الذي لا شَعر على ثُنَّتِه‏.‏ والمُمَرَّد‏:‏ البناء الطَّويل، وهو قياسُ الباب، لأنَّه كأنَّه مجرّد يشبه الشَّجرةَ المَرداء‏.‏ ويقولون‏:‏ المَرَاد‏:‏ العُنق، وهو القياس إن صحّ‏.‏ وتمرّد فلانٌ زماناً‏:‏ بقي أمرد‏.‏ وقولهم‏:‏ مَرَدَ الطَّعامَ يَمرُدُه مرداً‏:‏ ماثَهُ حتَّى يَلِين، هو من الإبدال، والأصل مَرَسَ؛ فأقِيمت الدال مقامَ السِّين‏.‏ وكذا* مَرَدَ الصَّبِيُّ ثديَ أمِّه يَمْرُدُهُ‏.‏ وكذا المَرِيد‏:‏ التَّمر يُنقَع في اللَّبَن، كلّ ذلك معناه واحدٌ، والأصل السين‏.‏

‏(‏باب الميم والزاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مزع‏)‏

الميم والزاء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على قطع وتقَطُّع‏.‏ والقِطعَة من اللحم مُزْعة، وقد تكسر الميم‏.‏ والمُزْعة‏:‏ الجُرعة في الإناء من الماء‏.‏ وفلان يتمزَّعُ من الغَيظ، أي يكاد يتقطّع‏.‏ ومنه مَزَع الظّبْي مَزْعاً‏:‏ أسرع، كأنَّه ينقدُّ من شدة عَدْوِه؛ وقد يقال للفَرَس‏.‏

‏(‏مزق‏)‏

الميم والزاء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على تخرُّقٍ في شَيء‏.‏ ومَزَقه يَمْزِقُه، ومَزَّقَه يمزِّقه‏.‏ والمِزَق‏:‏ قطاع الثّوب الممزوق‏.‏ وناقةٌ مِزَاقٌ‏:‏ سريعةٌ جداً يكاد يتمزَّق عنها جِلدُها‏.‏ ومَزَقَ الطَّائرُ بذَرْقِهِ‏:‏ رمى به‏.‏ ومزَّقت القومَ‏:‏ فرّقتهم فتمزَّقُوا‏.‏

‏(‏مزن‏)‏

الميم والزاء والنون أصلٌ صحيح فيه ثلاث كلمات متباينةِ القياس‏:‏

فالأولى‏:‏ المُزْن‏:‏ السَّحاب، والقطعة مُزْنة‏.‏ ويقال في قول القائل وأظنُّه مصنوعاً‏:‏

كأنَّ ابن مُزنتها جانِحاً *** فَسِيط لدى الأُفق من خِنْصرِ

إنّ ابنَ المُزْنة‏:‏ الهِلال‏.‏

والثانية المازن‏:‏ بيض النَّمل‏.‏

والثالثة‏:‏ مَزَنَ قِربَته‏:‏ ملأَها‏.‏ وهو يتمزَّنُ على أصحابه، أي يتفضّل عليهم، كأنَّه يتشبَّه بالمزنِ سَخاءً‏.‏ ولعل المُزْن هو الأصل في الباب، وما سواه فمفرَّعٌ عليه‏.‏

‏(‏مزي‏)‏

الميم والزاء والياء‏.‏ يقولون‏:‏ المِزيَّة في كلِّ شيء‏:‏ التمام والكمال‏.‏ ولك عندي مزِيَّةٌ‏.‏ ولا يُبنَى منه فِعل‏.‏

‏(‏مزج‏)‏

الميم والزاء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على خَلْطِ الشيء بغيره‏.‏ ومَزَجَ الشّرابَ يَمْزُجُه مَزْجاً‏.‏ وكأنَّ العَسَلَ يسمَّى المَزْج قالوا‏:‏ لأنَّه كانَ يُمزَج به كلُّ شراب‏.‏ قال أبو ذؤيب‏:‏

فجاءَ بِمَزْجٍ لم يَرَ النّاسُ مِثلَه *** هو الضَّحْكُ إلاَّ أنَّه عملُ النّحلِ

وكلُّ نوعٍ من شيئينِ مِزاجٌ لصاحبِه‏.‏

‏(‏مزح‏)‏

الميم والزاء والحاء كلمة واحدة‏.‏ يقولون‏:‏ مَزَح مَزْحاً ومُزَاحَة‏:‏ داعَبَ؛ وهي الممازَحَة‏.‏

‏(‏مزر‏)‏

الميم والزاء والراء كلمتان‏:‏ الأولى المَزير‏:‏ الرّجُل القوِيّ‏.‏ قال‏:‏

تَرَى الرّجُلَ النَّحِيفَ فتزدريهِ *** وفي أثوابِهِ أسدٌ مَزِيرُ

والثانية المَزْر‏:‏ الذوق والشُّرْب القليل، وكذا التمزُّر‏.‏ وقال‏:‏

تكون بَعدَ الحَسْوِ والتمزُّرِ *** في فمِهِ مثلَ عصير السُّكّرِ

ويقولون‏:‏ المِزْر‏:‏ نَبيذ الشَّعير‏.‏ وإن صحَّ فهو من الباب‏.‏

‏(‏باب الميم والسين وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مسط‏)‏

الميم والسين والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خَرْط شيءٍ رطْبٍ، وعلى امتدادِه من تِلقاءِ نَفْسه‏.‏

يقال إنَّ المَسيطَةَ‏:‏ ما يبقى في الحوض من الماء بكُدورةٍ قليلة‏.‏ قال الأصمعيّ بئر ضَغِيط، وهو الرَّكِيُّ إلى جَنْبِهِ ركيٌّ آخر فيحمأُ فَيُنْتِن فيسيلُ في الماء العذب فلا يُشرب، فالبئر ضَغيط، وذلك الماء مَسِيط‏.‏ قال‏:‏

يَشْرَبْنَ ماءَ الآجِنِ الضَّغيطِ *** ولا يَعَفْنَ كَدَر المَسِيط

ومن الباب المَسْط‏:‏ أن تَخرِطَ في السِّقاء من لبنٍ خاثرٍ بأصابعك ليخثُر‏.‏

‏(‏مسك‏)‏

الميم والسين والكاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على حَبْس الشيء أو تحبُّسه‏.‏ والبَخِيل مُمسِكٌ‏.‏ والإمساك‏:‏ البُخْل؛ وكذا المَسَاك والمِسَاك والمَسِيك‏:‏ البخيلُ أيضاً ورجل مُسَكةٌ، إذ كان لا يَعلَق بشيءٍ فيتخلَّص منه‏.‏ والمَسَك‏:‏ السِّوار من الذَّبْل‏:‏ لاستمساكِهِ باليدِ، الواحدةُ مَسَكة‏.‏ قال‏:‏

ترى العَبَسَ الحوليَّ جَوناً بكُوعِها *** لها مَسَكَاً من غير عاج ولا ذَبْلِ

والمَسَكَة من البِئر‏:‏ المكان الصُّلب الذي لا يحتاج إلى طَيّ‏.‏ وهو القياس، لأنّه متماسك‏.‏ والمَسْك‏:‏ الإهاب، لأنَّه يُمسَك فيه الشَّيءُ إذا جُعِل سِقَاء‏.‏

ومما شذَّ عنه المِسْك من الطيب‏.‏

‏(‏مسل‏)‏

الميم والسين واللام‏.‏ يقولون‏:‏ المَسَل، والجمع مُسْلاَنٌ‏:‏ خدٌّ في الأرض ينقاد ويستطيل‏.‏ وأمّا المسيل فالميم ‏[‏فيه زائدة، وهو‏]‏ من باب السين‏.‏ ‏[‏ومُسالاَ الرّجُل‏:‏ جانبا لَحييه، الواحد مُسَال، يكون هذا مِن أسِيل فهو مُسَالٌ‏.‏ فإن كان كذا فمكانُه غير هذا‏]‏‏.‏ قال‏:‏

* فلو كان في الحيِّ النَّجِيِّ سوَادُهُ *** لما مَسَحَت تلك المُسَالاتِ عامرُ

‏(‏مسي‏)‏

الميم والسين والحرف المعتلّ كلمتانِ متباينتان جداً‏.‏

الأولى زمانٌ من الأزمنة، وهو خلاف الإصباح‏.‏ يقال أصبَحْنا وأمسَيْنا، وأتانا لمُسْي خامسةٍ ومِسْيِ خامسة‏.‏ والمَسَاء‏:‏ خِلاف الصَّباح‏.‏

والكلمة الأخرى المَسْيُ‏:‏ أن يُدخِل الرّاعِي يَدَه في رَحِم النّاقة يَمسُطُ ماءَ الفَحل من رحمِها كراهَةَ أن تحمِل‏.‏ ويقال إن المَاسِيَ‏:‏ الماجن، وهذا من باب المهموز، يقال مَسَأ، إذا مَجَنَ‏.‏ وقال ابن دريد مَسَأَ الرّجلُ‏:‏ مَرَن على الشّيء‏.‏

‏(‏مسح‏)‏

الميم والسين والحاء أصلٌ صحيح، وهو إمرارُ الشَّيءِ على الشيء بسطاً‏.‏ ومَسَحْتُه بيدي مسحاً‏.‏ ثم يستعار فيقولون‏:‏ مَسَحَها‏:‏ جَامَعَها‏.‏ والمَسِيح‏:‏ الذي أحَدُ شِقَّيْ وجهِهِ ممسوحٌ، لا عينَ له ولا حاجبَ‏.‏ ومنه سُمِّي الدَّجَّال مَسيحاً، لأنه مَمسوحُ العين‏.‏ والمَسيح‏:‏ العرَق، وإنَّما سُمي به لأنه يُمْسَح‏.‏ والمَسِيح‏:‏ الدِّرهم الأطلَس، كأنَّ نَقْشه قد مُسِح‏.‏ والأمْسَح‏:‏ المكانُ المستوِي كأنَّه قد مُسِح، والمَسْح يكون بالسَّيف أيضاً على جهة الاستعارة‏.‏ ومَسَحَ يَدَه بالسَّيف‏:‏ قطَعَها‏.‏

ومن الاستعارة‏:‏ مَسَحت الإبلُ يومَها‏:‏ سارت‏.‏ والمَسْحاء‏:‏ المرأة الرَّسحاء، كأنَّها مُسِح اللحمُ عنها‏.‏ وعلى فلان مَسْحةٌ من جمال، كأنَّ وجهه مُسِح بالجمال مَسْحاً‏.‏ ولذلك سمِّي المسيحُ عليه السلام مسيحاً، كأنَّ عليه مَسحةً من جمال، ويقولون‏:‏ كأنَّ عليه مَسحةَ مَلَك‏.‏ والمسائح‏:‏ الذَّوائِب، واحدتها مَسِيحة، لأنّها تُمسَح بالدُّهن‏.‏ فأمَّا القِسيُّ فهي المسائح، واحدتها مسيحة، لأنَّها ‏[‏تُمسَح‏]‏ عند التَّليين‏.‏ قال‏:‏

له مسائِحُ زُورٌ، في مَراكِضِها *** لينٌ، وليس بها وهْيٌ ولا رَقَقُ

ومما شذَّ عن الباب قولهم‏:‏ رجل تِمْسَحٌ‏:‏ مارِدٌ خبيث‏.‏ وممكن أن يكون هذا تشبيهاً بالذي يسمَّى التِّمساح‏.‏

‏(‏مسخ‏)‏

الميم والسين والخاء كلمتانِ‏:‏ إحداهما المَسخ، وهو يدلُّ على تشويهٍ وقِلّة طَعْم الشَّيء ومَسَخَه الله‏:‏ شوَّهَ خَلْقَه من صورةٍ حسنةٍ إلى قبيحة‏.‏ ورجل مَسيخٌ‏:‏ لا ملاحةَ له‏.‏ وطعامٌ مَسيخٌ‏:‏ لا مِلح له ولا طَعم‏.‏ قال‏:‏

وأنت مسيخٌ كلَحْم الحُوارِ *** فَلاَ أنتَ حُلوٌ ولا أنتَ مُرّْ

ويقولون‏:‏ مَسَخْتُ الناقةَ، إذا أدبَرْتَها بالإنعاب‏.‏

والكلمة الأخرى‏:‏ القِسِيُّ الماسِخيّة، تنسب إلى ماسِخةَ‏:‏ رجلٍ من الأَسْد‏.‏ قال‏:‏

فقرَّبْتُ مُبْراةً تخالُ ضُلوعَها *** مِن الماسخيّاتِ القِسِيَّ المُوَتَّرا

‏(‏مسد‏)‏

الميم والسين والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على جَدْل شَيءٍ وطَيِّه‏.‏ فالمَسَد‏:‏ لِيفٌ يُتَّخذ من جريد النَّخل‏.‏ والمَسَدُ‏:‏ حبلٌ يتَّخذ من أوبار الإبل‏.‏ قال‏:‏

* ومَسَدٍ أُمِرَّ من أياَنِقِ *

وامرأةٌ ممسودةٌ‏:‏ مجدولة الخَلْق، كالحبل الممسود، غير مسترخية‏.‏ وعبارةُ بعضهم في أصله أنَّه الفَتْل‏.‏ والمَسَد‏:‏ اللِّيف، لأنَّ من شأنه أن يفتَلَ للحَبْل‏.‏

‏(‏باب الميم والشين وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مشط‏)‏

الميم والشين والطاء كلمةٌ واحدة وهي المُشْط‏.‏ ومَشَط شَعره مَشْطاً‏.‏ والمُشَاطة‏:‏ ما سقَط من الشعر إذا مُشِط‏.‏ ويقال على معنى التَّشبيه لسُلاَمَيات ظهرِ القدم‏:‏ مُشْط‏.‏

‏(‏مشظ‏)‏

الميم والشين والظاء كلمةٌ واحدة‏.‏ مَشِظَت يدُه‏:‏ دخلت فيها شَظِيَّةٌ من قَصَبة‏.‏

‏(‏مشع‏)‏

الميم والشين والعين فيه كلماتٌ على غير قياس‏.‏ يقولون المَشْع‏:‏ ضربٌ من الأكل، كأكلِكَ القِثَّاء إذا مضغتَها‏.‏ ويقولون التمشُّع‏:‏ الاستنجاء‏.‏ وذكروا حديثاً‏:‏ ‏"‏لا تَمَشَّعْ بروثٍ ولا عَظْم‏"‏، أي لا تَستَنج بهما‏.‏ وحُكِي عن ابن الأعرابيّ‏:‏ امتَشَع الرّجُل ثوبَ صاحبِهِ واختَلَسه‏.‏ وذئب مَشُوعٌ‏.‏ ويقولون مَشَعْتُ الغَنَم‏:‏ حَلَبْتُها‏.‏ ومَشَع‏:‏ كَسَب وجَمَعَ‏.‏

‏(‏مشغ‏)‏

الميم والشين والغين كلمةٌ واحدة، مَشَّغه بالقبيح، لطّخه‏.‏ قال‏:‏

* أعلُو وعِرضي ليس بالممشَّغِ *

‏(‏مشق‏)‏

الميم والشين والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على سُرعة وخِفّة‏.‏ يقولون‏:‏ مَشَق، إذا أسرَعَ الكتابة‏.‏ ومَشَق‏:‏ طَعَن طَعْناً بسرعة‏.‏ ومَشَق في أكله‏:‏ أسرَع واشتدَّ‏.‏ والمَشْق‏:‏ جَذْب الشّيءَ ليمتدَّ ويطول‏.‏ والوتر يُمشَق حتَّى يَلين‏.‏ وامتشقتُ الشَّيءَ‏:‏ اقتطعتُه بسرعة‏.‏ ومشَقْت الثّوْبَ‏:‏ مزَّقته‏.‏ وفَرسٌ مَشِيقٌ وممشوق‏:‏ طويل مُنجرِد خفيف‏.‏ وجاريةٌ ممشوقة‏:‏ حسنة القَوَام‏.‏ والأصل في الجميع واحد‏.‏ ومَشِق الرَّجل يَمْشَق‏:‏ اصطكَّت أليتاه حَتَّى تَسحَّجا‏.‏

ومما شذَّ عن الباب المَشِْق‏:‏ المَغْرة‏.‏ وثوب مُمشَّقٌ‏:‏ صبغ بها‏.‏

‏(‏مشن‏)‏

الميم والشين والنون أصلٌ يدلُّ على تناوُل الشّيءِ بضربٍ واستلالٍ وما أشبَهَ ذلك‏.‏ فالمَشْن‏:‏ الضَّرب بالسَّوط، ومَشَنه‏.‏ وامتشَنَ السَّيفَ‏:‏ استلَّه‏.‏ وامتشَنَ الشَّيء‏:‏ اقتَطَعه‏.‏ ومشَنَ الجِلدَ‏:‏ سلخه‏.‏ وممّا يحمل على هذا مَشَّنَت النّاقةُ‏:‏ دَرَّتْ كارهةً‏.‏

‏(‏مشي‏)‏

الميم والشين والحرف المعتل أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ على حركة الإنسان وغيره، والآخَر النَّماء والزيادة‏.‏

والأوّل مَشَى يَمشِي مَشْياً‏.‏ وشرِبْتُ مَشُوَّاً ومَشِيَّاً، وهو الدَّواء الذي يُمْشِي‏.‏

والآخر المَشَاء، وهو النِّتاج الكثير، وبه سمِّيت الماشية‏.‏ وامرأةٌ ماشية‏:‏ كثُر ولدُها‏.‏ وأمْشَى الرّجُل‏:‏ كثُرت ماشيتُه‏.‏

‏(‏مشج‏)‏

الميم والشين والجيم أصلٌ صحيح، وهو الخَلْط‏.‏ ونُطفةٌ أمشاجٌ، وذلك اختلاط الماء والدّم‏.‏ ويقال إن الواحد مَشْجٌ ومَشَِج ومَشيج‏.‏ قال الشاعر‏:‏

كأنَّ النَّصلَ والفُوقَينِ منه *** خلافَ الصَّدر سِيطَ به مشيجُ

‏(‏مشر‏)‏

الميم والشين والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على تشعُّبٍ في شيء وتفرُّق‏.‏ يقال‏:‏ المَشْرة‏:‏ شبيه خوصةٍ تخرج في العِضاهِ أيّامَ الخَريف لها ورقٌ وأغصان‏.‏ يقال‏:‏ أمْشَرَتِ العِضاهُ‏.‏ ومَشَرتِ الأرض‏:‏ أخرجَتْ نَباتَها‏.‏ ومَشَّرْتُ الشّيءَ‏.‏ فرَّقتهُ‏.‏ قال‏:‏

فقلتُ أشِيعا مَشِّرَا القِِدْر حَولَنا *** وأيَّ زمانٍ قدرُنا لم تمَشّرِ

وتَمشَّر فُلانٌ، إذا رُئِي عليه أثر الغِنى، وهو على معنى التّشبيه، كأنّه أوْرَقَ‏.‏

‏(‏باب الميم والصاد وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مصع‏)‏

الميم والصاد والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على معنيين‏:‏ أحدهما لَمعٌ في الشَّيء وحركة، والآخر ذَهاب الشيء وتولِّيه‏.‏

فالأوَّل مَصَعَ البرقُ‏:‏ أومَضَ‏.‏ ثم يقال‏:‏ مَصَعَ الرّجل‏:‏ ضَرَب بالسَّيف‏.‏ ومنه المُماصَعة‏:‏ المجالدة‏.‏ ويُقاس عليه، فيقال رجل مَصِعٌ‏:‏ شديد‏.‏ ومَصَعَ ضَرع النّاقةِ بالماء‏:‏ ضَربَه‏.‏ ومَصَعَتِ الأمُّ بالولد‏:‏ رمت به‏.‏ ويقال‏:‏ إنَّ المَصْعَ‏:‏ المشْي‏.‏ قال‏:‏

يَمْصَعُ في قِطعةِ طيلسانْ ***مَصعاً كمصع ذَكَر الوِرْلانْ

والآخر مَصَعَ الشّيء‏:‏ ولَّى وذَهَب، وذلك في كلِّ شيء، فهو ماصعٌ‏.‏ ومَصَعتِ الإبلُ‏:‏ نَقَصَتْ ألبانُها‏.‏

ومما شذَّ عن هذين المعنيين المُصَع‏:‏ ثَمر العَوسج‏.‏

‏(‏مصل‏)‏

الميم والصاد واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على تحلُّب شيءٍ وقَطْره‏.‏ منه المَصْل‏:‏ ماء الأقِط‏.‏ وشاةٌ مُمْصِل، وذلك إذا تَزَيَّلَ لبنُها في العُلبة قبل أن يُحقن‏:‏ وهي مِمصالٌ أيضاً‏.‏ ومَصَل الجرحُ‏:‏ سال منه شيءٌ يسير‏.‏ ويستعار فيقال أعطاه عطاءً ماصِلاً‏:‏ قليلاً‏.‏ والمُمْصِل‏:‏ المرأة تُلقِي ولدَها وهو مُضْغة‏.‏ يقال‏:‏ أمصلَتْ‏.‏ وأمصَلَ الرّاعي الغَنَم‏:‏ حلَبها فاستوعَبَ ما فيها‏.‏ وأمْصَلَ بِضاعَتَه‏:‏ أهلكَها وصَرَفها فيما لا خيرَ فيه‏.‏ أنشد ابن السّكِّيت‏:‏

* أمْصَلت مالي كلَّه ونقَصْته *

والمُصَالة‏:‏ قُطارة الحُبِّ‏.‏

‏(‏مصو‏)‏

الميم والصاد والحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة‏.‏ المَصْواء‏:‏ المرأة لا لحمَ على فَخِذَيها‏.‏

‏(‏مصت‏)‏

الميم والصاد والتاء‏.‏ ذكر ابن دريدٍ المصت مثل المَصْد‏:‏ الجِماع، سواء‏.‏

‏(‏مصح‏)‏

الميم والصاد والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على ذَهاب الشّيء‏.‏ تقول‏:‏ مَصَحَ الشيءُ يَمصَح مُصُوحاً‏:‏ رسَخَ في الثَّرى* وغيره‏.‏ والدَّار تَمصَح، أي تدرُس وتذهَب‏.‏ ومَصَحَ الظِّلُّ‏:‏ قَصُر‏.‏ ومَصَح النَّبات‏:‏ ولّى وذهب لونُ زهره‏.‏

‏(‏مصخ‏)‏

الميم والصاد والخاء كلمةٌ، وهي الأُمصوخ‏:‏ واحد الأماصيخ، وهي أنابيب الثّمام‏.‏ وتَمصَّخْتها‏:‏ أخَذتها‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ والمَصخ لغة في المسخ‏.‏

‏(‏مصد‏)‏

الميم والصاد والدال أصلٌ صحيح فيه كلمتان غيرُ متقايستين‏.‏

فالأولى المَصْد، يقال هو الرَّضاع، ويقال هو الجِماع، مَصَدَها مَصْداً‏.‏

والأخرى المُصْدان‏:‏ أعالي الجِبال، الواحد مَصَاد‏.‏ قال‏:‏

* مَصَادٌ لمن يأوِي إليهم ومَعقِلُ *

قال ابن دريد‏:‏ والمَصْد‏:‏ البرد‏.‏ وأصابَتْنا العامَ مَصْدَةٌ، أي مطر‏.‏

‏(‏مصر‏)‏

الميم والصاد والراء أصلٌ صحيح له ثلاثة معان‏.‏

الأوّل جنسٌ من الحَلْب، والثاني تحديدٌ في شيء، والثالث عُضوٌ من الأعضاء‏.‏

فالأوّل‏:‏ المَصْر‏:‏ الحَلْب بأطراف الأصابع وناقةٌ مَصورٌ‏:‏ لبنُها بطيء الخروج لا تُحلَب إلاّ مَصْراً‏.‏

قال ابن السكِّيت‏:‏ المَصْر‏:‏ حلب ما في الضَّرع‏.‏ ويقال التمصُّر‏:‏ حلب بقايا اللَّبَن في الضّرع‏.‏ وبقيّةُ اللبن‏:‏ المَصْر‏.‏ ومصَّرت عليه الشَّيءَ‏:‏ أعطيتُه إيّاه قليلاً قليلاً‏.‏

والثاني‏:‏ المِصْر، وهو الحدُّ؛ يقال إنَّ أهل هَجَرَ يكتُبون في شُروطهم‏:‏ ‏"‏اشترى فلانٌ الدَّارَ بمُصورها‏"‏، أي حدودها‏.‏ قال عديّ‏:‏

وجاعل الشَّمس مِصراً لا خفاء به *** بين النَّهار وبين اللَّيل قد فَصَلا

والمِصْر‏:‏ كلُّ كُورةٍ يقسم فيها الفَيء والصَّدَقات‏.‏

والثالث المَصِير، وهو المِعَى، والجمع مُصران ثم مصارين‏.‏ ومُصْران الفأرة‏:‏ ضربٌ من رديّ التَّمر‏.‏

‏(‏باب الميم والضاد وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مضغ‏)‏

الميم والضاد والغين أصلٌ صحيح، وهو المضغ للطعام‏.‏ ومضَغَه يمضغه‏.‏ والمَضَاغ‏:‏ الطعامُ يُمضَغ‏.‏ والمُضَاغة‏:‏ ما يبقى في الفم مما يُمضَغ‏.‏ والمَضْغة‏:‏ قطعةُ لحم، لأنَّها كالقطعة التي تُؤخذ فتُمضغ‏.‏ والماضغان‏:‏ ‏[‏ما‏]‏ انضمَّ من الشِّدقَين‏.‏‏

ومما شذَّ عن هذه المضائغ‏:‏ العَقَبات اللَّواتي على أطراف سِيَتي القوس، الواحدة مَضِيغة‏.‏‏

‏(‏مضي‏)‏

الميم والضاد والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على نفاذٍ ومُرورٍ‏.‏ ومَضَى يَمضِي مُضِيَّاً‏.‏ والمَضَاء‏:‏ النَّفاذ في الأمر‏.‏ والمُضَوَاء‏:‏ التقدُّم‏.‏‏

قال القطامي‏:‏‏

* فإذا خَنَسْنَ مَضَى على مُضَوائِهِ *‏

‏(‏مضح‏)‏

الميم والضاد والحاء كلمةٌ واحدة، هي مَضَح عِرضَه يمضَحُه مَضْحاً‏:‏ عابَهُ وطعن فيه؛ وأمضَحَه أيضاً‏.‏‏

‏(‏مضر‏)‏

الميم والضاد والراء أصلٌ صحيح قليلُ الفروعِ‏.‏ فالمَضْر بناء قولِك لبن مَضِرٌ وماضِر‏:‏ شديد الحُموضة‏.‏ ويقال‏:‏ اشتقاقُ مُضَرَ منه‏.‏‏

والتمضُّر‏:‏ التعصُّب لِمضر‏.‏ وقولهم‏:‏ ذهب دَمُه خِضْراً مِضْراً، أي باطلاً، إتْباعٌ وليسَ من الباب‏.‏‏

‏(‏باب الميم والطاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مطل‏)‏

الميم والطاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على مدِّ الشَّيء وإطالته‏.‏ ومَطَلْتُ الحديدةَ أمْطَلها مَطْلاً‏:‏ مددتُها‏.‏ والمَطْل في الحاجة والمماطَلَة في الحربِ مِنْه‏.‏

‏(‏مطو‏)‏

الميم والطاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على مدٍّ في الشَّيء وامتداد‏.‏ ومطَوْتُ بالقوم أمْطُو مَطْواً‏:‏ مددت بهم في السَّير‏.‏ قال امرؤ القيس‏:‏

مَطَوْتُ بهم حتَّى تَكِلَّ مَطيُّهمْ *** وحَتَّى الجيادُ ما يُقَدنَ بأرْسَانِ

والمطيّة من ذلك القياس، ويقال بل سمِّيت لأنَّه يُركَب مَطَاها، أي ظَهرها‏.‏ وسمِّي الظّهر المَطَا للامتداد الذي فيه‏.‏ والمِطْو‏:‏ الصَّاحب، لأنَّه يمطو معك‏.‏ قال‏:‏

ناديت مِطْوِي وقد مالَ النَّهارُ بهم *** وَعَبْرَةُ العينِ جارٍ دَمْعُها سَجِمُ

قال ابنُ الأعرابيّ‏:‏ اشتقاقُه من امتَطَيْتُ البعير‏.‏ ومما يجوز أن يقاس على هذا المَِطْو‏:‏ عذْق النخلة، لامتداده‏.‏

‏(‏مطح‏)‏

الميم والطاء والحاء كلمةٌ واحدة، حكاها* ابنُ دريد، هي المَطْح‏:‏ الضَّرب باليد، وربما كُنِيَ به عن الجماع‏.‏

‏(‏مطخ‏)‏

الميم والطاء والخاء ليس هو بالباب الموثوق بصحته، لكنهم يقولون‏:‏ مَطَخَ عرضَه، مثل لَطَخَه‏.‏ ومَطَخ‏:‏ لَعِق‏.‏ والمَطْخ‏:‏ تتابُع السَّقْي‏.‏

‏(‏مطر‏)‏

الميم والطاء والراء أصلٌ صحيحٌ فيه معنيان‏:‏ أحدهما الغَيث النّازل من السَّماء والآخر جِنْسٌ من العَدْو‏.‏

فالأوَّل المطَر، ومُطِرْنا مَطراً‏.‏ وقال ناسٌ‏:‏ لا يقال أُمْطِرَ إلاّ في العَذاب‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ‏}‏ ‏[‏الفرقان 40‏]‏‏.‏ وتَمَطَّرَ الرَّجُل‏:‏ تعرَّض للمطَر‏.‏ ومنه المستمطِر‏:‏ طالب الخير‏.‏

والثاني قولُهم‏:‏ تمطَّرَ الرَّجُل في الأرض، إذا ذَهَب‏.‏ والمتمطِّر‏:‏ الرَّاكب الفرس يجري به‏.‏ وتمطَّرَتْ به فرسُه‏:‏ جَرَتْ‏.‏

‏(‏مطع‏)‏

الميم والطاء والعين‏.‏ قال‏:‏ هو مَطَعَ في الأرض مَطْعاً ومُطُوعاً، إذا ذهب فلم يُوجَدْ ذِكْرُه‏.‏

‏(‏مطق‏)‏

الميم والطاء والقاف‏.‏ التمطُّق‏:‏ أن يُلصِق الإنسانُ لِسانَه بالغار الأعلى فتَسمع له صوتاً، وذلك إذا استطابَ ما يأكل‏.‏ قال الأعشى‏:‏

تُرِيكَ القَذَى من دونها وهي دُونَه *** إذا ذاقَها مَن ذاقَها يتمطَّقُ

والله أعلم بالصواب‏.‏

‏(‏باب الميم والظاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مظع‏)‏

الميم والظاء والعين فيه معنىً واحد‏.‏ مَظَّعت القَضيب‏:‏ تركت عليه لحاءَه حتى يتشرَّب ماءَه، فيكون أصلَبَ له‏.‏ ومظّعت الأديم الدُّهنَ‏:‏ سقَيته‏.‏ ثم يُتَوسَّع فيه فيقال‏:‏ مَظَّعَ الرَّجلُ الوَتَر تمظيعاً‏:‏ مَلَّسَه‏.‏ ويقال‏:‏ إن المُظْعة بقيَّة اللّبن‏.‏ قال الخليل‏:‏ ولقد تَمَظَّعَ ما عندك، أي تَلَحَّسَه كلَّه‏.‏ والمُظْعة‏:‏ ‏[‏بقيَّةٌ‏]‏ من الكلأ‏.‏ قال‏:‏ والرِّيح تمظَع الخشبَ حتى تَستخرِج نُدُوَّتَه‏.‏ فعلى هذا يمكن أنَّ أصلَ الباب النَّشف والتشرُّب‏.‏ قال الخليل‏:‏ ومَظَع الوَتَر مَظْعاً‏.‏‏